على شاطئ البحر , كانت الأمواج تتلاطم بشدة , تاركة الزبد الأبيض على حافة الشاطئ . كانت قوة الأمواج كبيرة , لدرجة أنها كانت تعلو وترتفع حتى وصلت إلى سور الفنار . كان الشاطئ خالياً من الناس . لم يكن هناك سوى الفنار بضوئه الساطع البراق يضئ المكان بالرغم من الأمطار والرعد والبرق . كان عم سعيد , حارس الفنار , مستيقظاً يراقب الشاطئ والبحر .
وكان يبدو عليه القلق الشديد بسبب رؤيته لسفينة تلاطمها الأمواج بضراوة . أخذ عم سعيد يلوح لهم بالكشاف بجانب الضوء الساطع من أعلى الفنار . وفي نفس الوقت كان البحارة على متن السفينة ينزلون يربطون الشراع . أما القبطان فقد كان يدير عجلة القيادة متجهاً نحو الشاطئ مسترشدين بالضوء الصادر عن الفنار..