تجمّع الأطفال حول أبيهم و راحوا يسألونه:
أبي… ما الذي ستشتريه لنا في العيد؟
قالت سُعاد: أريد ثوبًا، وقالت علياء: أريد حذاءً، وقال جميل: أريد معطفًا.
سكت الأب وانحدرت على خدّيه دمعتان. فقد كان صيادًا فقيرًا لا يستطيع أن يشتري لأولاده ما يطلبونه. وفي المساء نام حزينًا، ورأى في حلمه بأنه يصطاد عروس البحر ويقصّ من شعرها الذّهبي خصلةً، فيبيعها في السوق ويشتري لأولاده الثياب والحلوى.
وعند الفجر، استيقظ و أخذ شبكته وأتّجه إلى الشاطئ، و ركب زورقه الصغير وراح يجدّف في عرض البحر، ثم توقف وألقى شبكته في الماء، وانتظر قليلاً، ثم أخذ يجذبها فوجدها ثقيلةً جدًا، وقال في نفسه: لا بُدّ أنّها سمكة كبيرة.